فرحة ولدي خمس مقترحات عملية .. لمشروعات العيد الأسرية
العيد: مفهوم إسلامي فريد يحمل في مضمون لفظه أطيافاً وأبعاداً يعجز القلم عن رسم حدودها في مقال قصير صغير.
فمن معانيه العادة والعيادة وجذره ع و د ويدل على تثنية الأمر عوداً بعد
بدء ، وهو في الواقع عودة إلى الخير الأبقى بعد موسم رحماني رباني من
مدرسة الصوم أو الحج ..
عودة للرب وللدرب وتعود على الفضيلة والحق كما هو عودة للمجتمع عامة
وفقراءه خاصة … بما يعود على الجميع من فيض الخير سواء من صدقة الفطر أو
لحوم الأضاحي فضلاً عن عودة الابتسامة إلى الشفاه والحب إلى القلب بعد أن
يعود كل عن خطئه تجاه الآخر ويعتذر عمَّا سُلف فيعود الله على الخلائق
بعوائده الحسنى ويحل الرضوان في جنة الأرض .
إن على المربي أن يستثمر في هذه المناسبات تعويد الطفل جملة من المعتقدات
والآداب ليؤتي العيد غرضه نورد بعضاً منها كمقترحات عملية نبسطها بين يدي
المربين عسى أن ينفعنا الله وإياكم بها .
1-رحلة المصلى: أن يستقر المسلم وعائلته الذين لم يكتب لهم رحلة الحج في
هذا طعم الحج ولو بشكل مصغر ..فيتم التحضير لرحلة صلاة العيد ليلة
(الوقفة) بعد اجتماع أفراد الأسرة على طاولة الإفطار وهم يتتبعون أخبار
الحجاج عبر القنوات الفضائية وإضفاء جو من المساواة والمرح بترديد
التهليلات والتكبيرات والدعاء لله تعالى.. ثم الاتفاق على الإفطار في يوم
العيد في (منطقة كذا) أو منتزه كذا.. والمسارعة للنوم الباكر ليتم
الاستيقاظ الباكر ومتابعة سائر النهار بنشاط وهمة عالية حالمين بأطياف هذه
الرحلة الرائعة بعد تجهيز الملابس الجديدة ومستلزمات الرحلة المرتقبة وما
أن ينادي المؤذن صلاة الفجر حتى يكون الجميع مستعدين متأهبين وهم يرددون
التكبيرات والتهليلات بعد تبادل تهنئة العيد والالتزام والتقبيل… ثم المضي
إلى أرض المصلى لشهود الخير وجماعة المسلمين وأداء صلاة العيد وحضور خطبة
العيد ومشاركة سائر المسلمين فرحتهم. ثم التوجه إلى المنطقة الموعودة
لتناول طعام الإفطار على شرف من الشرفات متشبهين بالواقفين على جبل عرفات
وتذكير رب الأسرة ببرنامج العيد ككل والعودة من جديد لقضاء بقية أيام
العيد مصطحبين هذه المشاعر الإيمانية النبيلة .
2- خاروف العيد: من المعلوم أنه من وجد سعة ولم يضحِ فلا يقربن مصلانا كما
أخبرنا النبي r لذا ننصح ذو السعة بجعل سنة الأضحية مشروعاً تربوياً
متميزاً .. وذلك لأن الأطفال يحبون هذا الحيوان الأليف .
لذلك يجدر بالمربي أن يعد أولاده بمفاجأة العيد أو يذهب برفقتهم لشراء
خروف العيد وإشراكهم في اختياره ثم جلبه لمكان إقامته قبل ذبحه وتولية
أموره للأولاد طعاماً ورعاية ومراقبة لسلوكِهِ الوديع .
واستغلال فترة وجوده للحديث عن نعم الله وفضله وسعة رزقه ثم الحديث عن الأنبياء ورعاية الأغنام .
ثم عن شرعة الذبح لله وحده دون سواه والمناسبات الصحيحة التي أمر الإسلام
فيها بالذبح .. دون أن ننسى أصل هذه العبادة وذكر قصة فداء النبي إسماعيل
مع أبيه إبراهيم … ثم التخطيط الأسري لتوزيع هذا الخروف على المحيط صدقة
وهدية وترك مجال لكل فرد أن يختار شخصاً من طرفه .. وأخيراً شهود حفلة
الأضاحي (مع مراعاة عمر الأولاد) وخاصة إذا أقدم الوالد القدوة للذبح بيده
مكبراً الله بصوت مسموع ملحوظ وإشراك الأولاد قدر الاستطاعة بتقطيع الخروف
بعد سلخ جلده وكذلك بتوزيعه على العوائل الفقيرة والمحتاجة .
3- حفلة العيد: لا بأس أن يقوم المربي في المنزل أو المشرف التربوي في
المدرسة أو الإمام في مسجد الحي أو أي كان من القادرين على تنفيذ هذه
الحفلة التمثيلية القيمة. لا بأس أن يصنع للكعبة مجسماً من الكرتون وتدريب
بعض الأطفال على تمثيل دور الحجاج بلباس الإحرام والتكبير والتهليل والسعي
والطواف. كما لا مانع من إجراء لعبة رمي الجمرات بصناعة ثلاث مجسمات أو
شواهد أو أي ما يمثل موقع رمي الجمرات وصناعة بعض اللوحات المكتوب عليها
بعضاً من الأفعال الشريرة .. التي تدل على الشيطان وتصرفاته مثل (حقد –
غضب – كره – بغض – شر – حسد – شرك ….الخ) ثم يعطى كلُّ طفلٍ سبعَ حصيات
صغيرة لا تؤذي ليقوم كل طفل بتصويب حصياته على أفعال الشيطان ليرجمها ..
كناية عن محاربة الشيطان وأفعاله .. ثم لا بأس من تمثيل أو رواية قصة ماء
زمزم وكيف أخرجها الله للسيدة هاجر وكذلك رواية قصة بناء الكعبة وفداء
إسماعيل عليه السلام ثم توزع هدايا العيد التذكارية على الجميع مخلفين في
نفوس أولادنا ذكريات لا تنسى .. وأناشيد على ألسنتهم لا تضر .
4- حقيبة المفاجآت: جميل أن نعود الأطفال العطاء بدل الأخذ فقط .. لنفتح
الحصالة ولنضف عليها ولنشتري هدايا بسيطة رمزية ولتوضع في حقيبة المفاجآت
.. ثم لتوزع الهدايا على أطفال العوائل التي نزورها كذكرى طيبة من طفل إلى
طفل مبتغين في ذلك المثوبة والأجر .
5- جولة عيد الطاعات: ولا بد أن نُذَكِّرَ بفرحة المطيع لله وهذه هي فرحة
العيد عيدٌ جاء عقب شهر الصيام وأثناء موسم الحج والفرحة لايمكن أن تكون
إلا بالطاعات أيضاً لذلك جدير بالمربي تخصيص يوم (جولة عيد الطاعات) لينزل
مع أولاده إلى ساحات العيد والمنتزهات ليتجول معهم مصطحباً العديد من
البدائل المقنعة الجذابة فيري أولاده مخاطر العيد – والاختلاط – والطعام
المكشوف – والهرج والمرج. وتبديد الأموال بالمفرقعات وغيرها وسوء الخلق
والأدب وإشراك الأولاد في عمليات النصح أو الصدقة وما شاكل وعودة معهم إلى
الأجواء البديلة وهكذا عزيزي المربي أكتفي بهذا القدر من السرد وقليل مطبق
خير من كثير مبدد .
أعاننا الله وإياكم على ما فيه منفعة العباد والبلاد وعيدكم مبارك .
تحقيق: حمزة الحمزاوي
للدكتور حمزة الحمزاوي المدرب الدولي والخبير بعلوم التفوق وتطوير الذات
جزا الله خيرا كل من ساهم في نقل هذا الموضوع أو تدوينه أو تفريغه
الرابط
http://www.roua-group.com/index.php/ug4host/47#more-47